الحمد لله المنان، كريم الفضل، واسع الإحسان، أما بعد:
فكم هي عطايا الرحمن علينا، وكم هي هبات الملك الديَّان
لدينا، كم نغدوا ونروح في فضله، وكم يغمرنا بنعمه، ويسبل علينا ستره.
إلهي لك الحمد الذي أنت أهله
على نعم ما كنت قط لها أهلاً
متى ازددت تقصيرا تزدني تفضلاً
كأنني على التقصير أستوجب الفضلا
يا الله أحقًّا إننا ننعم بفضل الله علينا ببلوغ شهر رمضان،
أهكذا تسرع بنا سفينة الأيام تمخر في عباب أعمارنا حتى تسلمنا إلى الدار الآخرة
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ َ كَأنْ َلمْ يَلْبَثُوا ِإلَّا سَاعًَة مِنَ النَّهَار وصدق الله
.[ يونس: ٤٥ ] …
إﻧﻬا الحقيقة الغائبة عن الأذهان، وإن شئت قلت : إنه التغافل
عنها ؛ لأننا كلنا على يقين منها.
اعلم أيها المؤمن، واعلمي أيتها المؤمنة .. أن الله يحب أهل
طاعته، ويفرح بإقبالهم عليه، ويجعل أسماءهم عالية في الملكوت إذا
كانوا من أهل خشيته وخواص عباده الصالحين