معركة بزاخة

معركة بزاخة
المعرفة
معركو بزاخة

تجهيز الجيوش

* جهز أبو بكر الصديق أحد عشر جيشا لقتال المرتدين لأنه أراد أن يُمَشط أرجاء الجزيرة بالكامل في نفس الوقت … !!!!

رغم أنه يفتح بذلك على نفسه جبهات قتالية متعددة في كل مكان مخالفا المبادئ الحربية الثابتة التي تحذر من خطورة هذا التصرف ، و تنبئ بالفشل الذريع

، و الهزيمة المحققة …. !!!!


* كما أن تلك الجيوش التي أعدها لم تكن جيوشا كبيرة العدد .. فالجيش الواحد منهم يقدر بحوالي من 2000 إلى 3000 مقاتل على الأكثر …!!

يعني أقل بكثير من أعداد جيوش المرتدين ….!!!


و قبل أن يحرك الجيوش …
أرسل أبوبكر إلى القبائل المرتدة رسائل يدعوهم فيها للعودة إلى الإسلام بالحسنى .. بدلا من أن يتعرضوا لقتال لا قِبَل لهم به …!!!

فلم يجد منهم أية استجابة …


فأعطى أبو بكر الصديق أوامره فورا إلى قادة جيوشه أن يتحركوا حسب الخطة التي رسمها لهم :

تحرك الجيوش

* عمرو بن العاص يتحرك بجيشه إلى ( قضاعة ) في شمال المدينة …

* و المهاجر بن أبي أمية يتوجه بجيشه جنوبا إلى اليمن لقتال أتباع الأسود_العنسي …

* و العلاء بن الحضرمي يتحرك إلى البحرين شرقا …

* و جيش آخر إلى عُمان لقتال اللقيط الكذاب

(( لقيط بن مالك )) …

. …و … وغيرهم هنا و هناك …!!!

و أوْكَلَ الصِّدّيق أصعبَ و أخطرَ المهام إلى سيف الله المسلول البطل الأسطوري / خالد بن الوليد … !!

* كان جيش خالد حوالي 4000 مقاتل ، و كانت مهمته مركبة من عدة مهام …

فعليه أولا .. أن يبدأ بقتال مدعي النبوة طليحة بن خويلد و حلفائه الذين احتشدوا في منطقة ( بُزاخة ) في شرق الجزيرة حيث انضم الأحمق المطاع / عيينة بن حصن و جنوده إلى ( طليحة ) فتضاعفت قوته بهم .. ،

.. و بعد ذلك ..

على خالد بن الوليد أن يتوجه لقتال أضخم كتائب المرتدين في اليمامة .. أتباع مسيلمة الكذاب … !!

* طلب طليحة بن خويلد من عيينة أن يقود هو المعركة بدلا منه زاعما أنه يريد الانعزال خلف الجيش مُلتفا بكساءٍ ليتنظر الوحي يأتي به جبريل ..!!


و الحقيقة أنه كان خائفا من مواجهة خالد بن الوليد … !!!


** وصل سيف الله المسلول ..

و بدأ القتال شرسا عنيفا .. صمد المرتدون في بدايته و قاتلوا بضراوة … ولكن كفة المعركة رجحت في صالح المسلمين بعد ساعات قليلة … فأخذوا يقتلون من جند المرتدين أعدادا كبيرة … !!!

و شعر الأحمق المطاع باقتراب الهزيمة …

فرجع إلى نبيهم المزعوم ( طليحة ) في مؤخرة الجيش

و سأله : ( هل جاءك جبريل بالوحي ..؟!! )

.. كان يريد حلا لتلك الأزمة التي وقع فيها جيشه ..

فزعم طليحة أن جبريل جاءه يُبَشرهم بالنصر القريب على المسلمين ، و أن تلك المعركة ستكون حديثا لا تنساه العرب …!!

* عرف ( عيينة ) ساعتها أن تحالفه مع طليحة سيضيعه و يضيع جيشه .. ، فقال له بسخرية :

(( والله .. إن الله يَعلم أنه سيكون حديثا لا تنساه ))

يقصد : حديث الخزي و الهزيمة …!!!


.. ثم أمر عيينة أفراد قبيلته بالانسحاب فورا من أرض المعركة …

، و تركوا جيش طليحة في موقف لا يُحسَدون عليه … !!


… فإذا بطليحة يأخذ امرأته على بعير ، و يركب فرسه ، و يَفِرّ من أرض المعركة هو الآخر في طريقه نحو الشام ..

تاركا أتباعه لمصيرهم المحتوم ..

فانسحبوا جميعا من القتال .. !!!

و تتبع خالد بن الوليد فلول الأحمق المطاع ..

فحاربهم و كسرهم .. ، و استطاع أن يُوقعَ عيينة بن حصن في الأسر ، ثم بعثه مع باقي الأسرى إلى أبي بكر بعد أن شد وثاقه ، و جعل يديه إلى عنقه تنكيلا به …!!!

… فلما وصل هؤلاء الأسرى ، و على رأسهم ( عيينة ) إلى المدينة .. أخذ أطفال المسلمين فيها يسخرون منه .. ، و يقولون له :

(( يا عدو الله ، أكَفرتَ بعد إسلام ..؟!! ))


.. ثم أدخلوه على الخليفة / الصديق ..

فعَنفهُ و وبخه بشدة على ردته ، و على ما فعله مع طليحة من جرائم لا إنسانية في حق المسلمين …. !!


.. فاعتذر إليه عيينة … و أظهر أسفه و ندمه على ما فعل

ثم عاد إلى الإسلام بين يديه ، و حَسُن إسلامه بعد ذلك ..!!


* أما خالد فقد مكث في ( بزاخة ) بعد انتصاره شهرا كاملا ليفرض سيطرته على القبائل في المنطقة كلها … !!!


.. و أرسل إليه أبو بكر يُهَنئهُ بالنصر ، و يأمره بأن يَقتصّ مِن كل مَن ثبت تورطه في عمليات التعذيب و التصفية الجسدية الوحشية ضد المسلمين من هذه القبائل التي اتبعت طليحة بن خويلد .. فمن قتل مسلما رميا بالسهام يُقتل مثله رميا بالسهام ، و مَن ألقى مسلما من أعلى جبل يُلقى مثله من أعلى جبل …، ومن كسر رأس مسلم بصخرة أو ألقى مسلما في بئر يُفعل فيه مثل ذلك قصاصا …

فالعين بالعين ، و السن بالسن … !!!!


* تابعونا …



* المرجع : كتابات د. راغب السرجاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top