* كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحب سيدنا /
أبا عبيدة بن الجراح حبا عظيما ، و يعرف له قدره و مكانته الكبيرة في الإسلام ..
.. ، فهو من السابقين الأولين .. ، و هو من العشرة المبشرين بالجنة.. ، و سيدنا / عمر كان يثق فيه ثقة كبيرة ..
.. ، حتى أنه قال عنه يوما :
(( لو كنت متمنيا .. ، لتمنين دارا مملوءة رجالا
مثل أبي عبيدة بن الجراح )) …. !!!!
.. ، و لأن أبا عبيدة كان في أرض الطاعون ، فقد خشي سيدنا / عمرأن تحرم الأمة الإسلامية من هذا الصحابي المبارك .. (( أمين الأمة )) .. ، فأرسل إليه رسالة يستدعيه فيها ليعود إلى المدينة و يترك الشام .. مدعيا أنه محتاج إليه إلى جواره لمناقشة بعض الأمور الهامة للدولة ..
.. ، و لم يصرح له في رسالته عن السبب الحقيقي من وراء هذا الاستدعاء العاجل ..
.. ، ولكن أبا عبيدة فهم مقصد عمر .. ، فرد عليه برسالة
قال فيها :
(( … يا أمير المؤمنين .. قد عرفت حاجتك إلي
.. ، وإني في جند من المسلمين لا أُجنب نفسي عنهم رغبة عنهم .. ، ولن أفارقهم حتى يقضي الله عز وجل أمره و قضاءه فينا .. ، فدعني في جندي يا أمير المؤمنين ))
سبحان الله العظيم ..
يضيع سيدنا / أبو عبيدة تلك الفرصة للنجاة ، و يقرر أن يبقى في أرض الطاعون .. رغم أنه يرى أصحابه و جنوده يموتون بين يديه ( بالمئات كل يوم ) .. ، و يعلم جيدا أن حياته مهددة .. ،و لكنه شعور القائد (( الأمين )) الذي يعي جيدا حجم مسئوليته و واجبه تجاه رعيته في الأزمات .. ، حتى ولو كان الثمن هو حياته …. !!!
.. ، لما وصلت رسالة أبي عبيدة ، و قرأها سيدنا عمر ..
بكى بكاء حارا .. ، فقد شعر بأنه سيأتيه نعي أبي عبيدة قريبا … !!!!
.. ، و بالفعل ….
أصيب أبو عبيدة بن الجراح بالطاعون .. ، و ظهرت عليه أعراض المرض .. ، و كانت إذا ظهرت على شخص فإنه يموت بعدها بأقل من أسبوع .. !!
.. ، فتهيأ (( أمين الأمة )) للقاء الله تعالى ..
.. ، و أراد أن يوصي المسلمين في الشام بوصاياه الأخيرة
.. ، فخرج و خطب فيهم قائلا :
(( أيها الناس أقيموا الصلاة .. ، و صوموا رمضان ..
، و تصدقوا .. ، و حجوا .. ، و تواصوا .. ، و انصحوا أمراءكم و لا تغشوهم .. ، ولا تلهكم الدنيا .. فلو أن أحدا عمر فيها ألف عام ما كان له من بد أن يصير إلى مصرعي هذا الذي ترون .. ، فالله قد كتب الموت على بني آدم .. فهم ميتون ..
.. ، و أكيسهم أطوعهم لربه .. ، و أكثرهم عملا ليوم ميعاده
.. ، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …. ))
.. ، ثم استخلف على جند الشام من بعده الصحابي الجليل / معاذ بن جبل رضي الله عنه .. ، و كان شابا في الثلاثينات من عمره .. ، و لكن يكفيه شرفا أنه أعلم الناس بالحلال و الحرام كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
.. ، و بعد الخطبة بقليل رحل عن عالمنا أبوعبيدة بن الجراح عن عمر يناهز ال 58 .. ، استشهد بطاعون عمواس في ( الجابية ) .. على أرض الجهاد .. رضي الله عنه .. !!
وداعا … أمين الأمة
:b