وداعا… معاذ بن جبل









و قام سيدنا / معاذ بن جبل يخطب في الناس بعد وفاة أمين الأمة ، وقد خيم الحزن على الجميع .. ، فكل منهم يشعر بأنه سيموت خلال أيام بسبب هذا الطاعون القاتل
.. ، و قد ( ظهرت الأعراض ) على الكثيرين منهم بالفعل .. !!

.. ، فقام فيهم سيدنا / معاذ .. و كان هو الآخر يشعر بأن المرض قد تمكن من جسده .. ، و قال لهم :

(( أيها الناس .. توبوا إلى الله توبة نصوحا .. ، و من كان له دين فليقضه .. إن العبد مرتهن بدينه .. ، فاقضوا ديونكم .. ، و من أصبح منكم هاجرا أخاه فليصالحه ))

.. ، وأخذ المسلمون يودعون أبناءهم و أحبابهم ..
.. ، و كان بعضهم .. ممن لا علم لهم .. يقولون :

(( ما هذا الذي أصابنا إلا عذاب و غضب من الله تعالى ))

.. ، و وصل هذا الكلام إلى سيدنا / معاذ بن جبل ..
.. ، فخاف أن يموت الناس و هم يائسون من رحمة الله ، و قد أساءوا الظن به.. ، فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك حين قال :

(( لا يموتن أحدكم إلا و هو يحسن الظن بالله ))

.. ، فتحامل سيدنا / معاذ على نفسه .. رغم مرضه .. ليخطب في الناس للمرة الثانية .. في نفس يوم خطبته الأولى ..
.. ، وقال لهم بصوت واهن ضعيف :

(( أيها الناس .. لو أني أعلم أني أقوم فيكم خطيبا بعد مقامي هذا ما تكلفت أن أقوم اليوم لأخطب فيكم للمرة الثانية ..

أيها الناس .. إن الذي وقع عليكم هذا ليس رجزا و عذابا ..
إنما الرجز و الطوفان كان الله عز وجل قد عذب به من قبلكم من الأمم ..
.. ، و لكنها ( الشهادة ) أهداها الله سبحانه وتعالى لكم …. ))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top